الوفاء بالوعد
احتجم الحجاج ذات يوم ..
فلما رُكِّبَتِ المحاجم على رقبته ، قال له الحجام : أحب أيها الأمير أن تخبرني بخبرك مع ابن الأشعث ، وكيف عصى عليك ؟
فقال : لهذا الحديث وقت آخر ، وإذا فرغت من شأنك حدثتك ..
فأعاد الحجام مسألته وكررها .. والحجاج يدفعه ويعده ويحلف له على الوفاء له ..
فلما فرغ ونزع المحاجم عنه وغسل الدم ، أحضر الحجام وقال له : إنا وعدناك بأن نحدثك
حديث ابن الأشعث معنا وحلفنا لك ، ونحن محدثوك ..
ثم نادى : يا غلام ، السياط ..
فَأُتِيَ بها ، فأمر الحجاج بالحجام ، فَجُرِّدَ وعلته السياط ، وأقبل الحجاج يقص عليه قصة
ابن الأشعث بأطول حديث ، فلما فرغ استوفى الحجام خمسمائة سوط ، فكاد يتلف ..
ثم رفع الضرب وقال له : قد وفينا لك بالوعد ، وأيَّ وقت أحببت أن تسأل خبرنا مع
غير ابن الأشعث على هذا الشرط أجبناك ..
بني راسب وبني طفاوة
اختلفت قبيلتا بني راسب وبني طفاوة في انتساب رجل لكل منهما ، وكان عالماً يزين القوم
الذين ينتسب إليهم ..
وبعد أن اشتد الخلاف بينهما ، ارتضيا أن يحكم بينهما أول قادم عليهما ..
فخرج عليهم هبنقة القيسي ..
فسأله القوم : لأي منهما ينتسب الرجل ؟
فأمعن هبنقة التفكير ، ثم قال : ارموا بالرجل في البحر ، فإن رسب فهو من بني راسب ،
وإن طفا فهو من بني طفاوة ..
حاجتين في حاجة
كان لرجل غلام من أكسل الناس ..
فأرسله يوماً يشتري له عنباً وتيناً ، فأبطأ عليه حتى عيل صبره ..
ثم جاء بأحدهما ..
فضربه وقال : ينبغي إذا استقضيتك حاجة أن تقضي حاجتين ..
فمرض الرجل ، فأمر الغلام أن يأتيه بطبيب ، فغاب ثم جاء بالطبيب ومعه رجل آخر ..
فسأله عنه ، فقال : أما ضربتني وأمرتني أن أقضي حاجتين في حاجة ، فجئتك بالطبيب ، فإن شفاك الله ،
وإلا حفر لك هذا الحفار قبرك ..